منذ ما يقارب الثلاث سنوات من بداية تقديمي للخدمات الاستشارية بالمجالات الإبداعية والتقنية والأعمال وحتى هذه اللحظة ولكل استشارة قصة مختلفة الظروف منها المُبهج والحزين وقد شدتني بعض القصص وأحببت مشاركتكم إياها بهذه التدوينة
ليس لي أي فائدة في الحياة!
عبارة ابتدأتها فتاة في عمر الثاني والعشرون وكنت بصدد إحالتها الى مختص نفسي لأن هذه العبارة ليست العبارة المثالية لبدء استشارة أعمال او استشارة إبداعية أو حتى جلسات تدريبية، قلت بكل تودد أتمنى توضيحك لأجل اقدر أفيدك بما يناسب خبراتي العملية
قالت: لدي أختان كل منهما لديها تخصص ومهنة تحبها وتعمل بها وتفتخر بها ولديهما عملائهم وأمورهم جيدة ولا أقول ذلك حسدًا بالعكس فرحة بهما ولكن عندما أنتقل لنفسي أجد نفسي بعيدة تمامًا عن تلك المهنة التي تناسبني ولا أريد أن اعمل عملًا لا أكون فرحة به
قلت: وما هي تلك المهنة التي تمارسينها ولا ترينها مهنتك الخاصة؟
قالت: تصميم الشعارات والهويات البصرية!
هنا أدركت أن هذه الاستشارة هي لي حتمًا وصنفت العملية بشكل مبدئي أنها في بداية الطريق وتعرضت لتنمر بمنصات التواصل الاجتماعي مما جعلها تعيد النظر بهذه المهنة وشُكل لها صدمة نفسية أدخلتها بالمقارنات وجعلها توسع دائرة تأثيرها الى حياتها بشكل كامل
قبل أن أقدم أي استشارة أسأل كثيرًا حتى تتشكل عندي حيثيات و أسباب لا يراها صاحب الاستشارة
قلت: كم عدد سنوات خبرتك او عدد شهور تعلمك لهذه المهنة؟
قالت: أعمل منذ ما يقارب 5 سنوات!
قلت: هل لديك ملف أعمال أستطيع القاء نظرة عليه؟
قالت: لدي ملف قديم لم أقم بتحديثه بعد، ولكن لا تضحك على تواضع أعمالي
دائمًا عندما تمر السنين وأنت تمارس مهنتك يتشكل لديك نوع من الثقة بأعمالك وبنفسك ولا تخجل من مخرجاتك و لا أخفيكم أني أخذت أنفاسًا طويلة لأجل أتمم وعدي لها بأن لا أضحك أو أبتسم حتى وأن أعطي الاستشارة كامل تركيزي
قامت بإرسال ملف أعمال وعندما بدأت اتصفحه ووقعت عيني على أول عمل، صُعقت تمامًا من كمية الدقة وقوة التركيب والمزيج الممتع ما بين الفنون القديمة و الفنون الحديثة والتي شكلت هوية متماسكة من الشعار الى الألوان والخطوط والرسومات المصاحبة و تفاصيل التغليف و ما أبهرني حقًا أن لكل هوية فيديو موشن جرافيك من تصميمها أيضًا يحكي كيفية صناعة الهوية و إدراج فيديوهات كأن الهوية لشركة عملاقة جدًا وهذا الفيديو للإعلان عن الهوية
تنقلت بين الأعمال وأنا مستمتع كليًا و منبهر قاطعتني وقالت: أعمال فاشلة حقًا؟ لا تُكمل الملف رجاءً!
عندما انتهيت قلت: أريد حساباتك بمواقع التواصل الاجتماعي .. تويتر؟ انستقرام؟ موقع الكتروني؟ لأني لم أشاهد بيانات التواصل حتى رقم جوالك لم يتم تسجيله
قالت: لدي حساب بتويتر و الانستقرام ولكنهما مهملين ولا أستخدمهما بشكل مُركز وليس لدي موقع الكتروني
قلت: وكيف يتم طلب خدماتك؟
قالت: عن طريق العلاقات الشخصية بزملاء العمل بزملائهم ومعارفهم
قلت: كم متوسط سعرك بتصميم الهوية بكل عناصرها الأساسية؟
قالت: 600 ريال وأحيانًا 500 ريال !
بكل أمانة أن الأعمال والدقة التي رأيتها توازي عمل الأستوديوهات المتخصصة بالهوية والشركات الإبداعية التي تملك فريق عمل متكامل وقد قامت بعمل كل شيء حرفيًا و بتقييمي أنها إذا طلبت 25ألف ريال سعودي فهو لا يزال ظلم لها!
مع الحديث و السؤال بشكل دقيق جدًا اكتشفت أن لديها من معارفها من يقوم باستغلال أعمالها ويقوم ببيعها من خلاله بمبالغ فلكية ويقوم بتسليمها مبالغ بسيطة كحقوق تصميم للهوية وهي لا تعلم أسعار السوق حقًا ولا أريد الخوض كثيرًا بهذه التفاصيل المزعجة ولنركز على الحلول التي تم تقديمها لصاحب الاستشارة
وضعت لها مجموعة خطوات لعلها تفيدك عزيزي القارئ وتبدأ بتنفيذها:
- تحديث حسابي تويتر والإنستغرام بالإضافة الى حساب بيهانس
- البدء بصناعة جدول محتوى لكل منصة
- البدء بإضافة الأعمال بمنصة بيهانس مرة كل أسبوعين
- البدء ببناء موقع الكتروني يحوي أعمال ومدونة
- اغلاق باب المعارف القديمة والبدء بتكوين علاقات من خلال صاحب الاستشارة
- التعامل يكون مباشر مع صاحب العمل نفسه
- متابعة الحسابات المتخصصة بتصميم الهويات والتسويق والأعمال والتطوير المهني
- تنشيط حساب ليكند ان والبدء بنشر محتوى يناسب رواد الأعمال والشركات بلغة رسمية
- البدء بالتسعير بمبلغ 10 آلاف ريال سعودي والزيادة للعميل التالي 500 ريال
- فصل خدمة الموشن جرافيك عن الهوية وتكون تسعيرة فيديو إطلاق الهوية بمبلغ 4500 ريال سعودي للدقيقة
جميع المراحل تم تحديد خطة زمنية للتنفيذ لمدة 3 شهور ثم تكون جلسة استشارية بعدها لبحث النتائج وتم توثيق الحالة قبل الخطة لمقارنتها بعد تنفيذ الخطة وبعد مرور أكثر من ثلاث شهور تواصلت مع صاحب الاستشارة لتذكيره بالجلسة الاستشارية قامت بإرسال رسالة بريدية قالت فيها وسأختصرها لأنها طويلة:
أستاذي القدير عبدالعزيز ،،
أعلم أننا على وعد بحث نتائج الخطة التي رسمتها لي بما يخص مسيرتي المهنية ولكن الأمر الذي لا تعلمه أنك رسمت خطة حياة كاملة حيث تغيرت بشكل كامل ولا أملك حتى نصف ساعة لأي أمر سوى متابعة أعمالي بكل حب وشغف حيث وصلت الآن بتسعيرتي الى مبلغ 30 ألف ريال سعودي للهوية ومبلغ 15 الف رسال سعودي لخدمة الموشن جرافيك وربما قد أطلعت على حسابي بتويتر والإنستغرام ولينكد ان فقد تضاعف بنسبة 1200% ولازال بنمو متصاعد ، أصبحت أحب ما أعمل وهو الأمر الذي كنت أبحث عنه و كانت مشكلتي على أني كنت أبحث عن التقدير ولا يعلم الجميع ماذا أعمل حقًا وعند تركيزي بصناعة المحتوى والنشر وبناء قواعد تسويقية لي وجدت ما أبحث عنه و أنا الآن أعلم اخواتي و أدربهم بمجالي الذي أحبه وأتقنه
لك كل الشكر والتقدير ولعل رسالتي لك كاعتذار وشكر بنفس الوقت وأدعو الله أن تكون هناك مناسبة إبداعية قريبة لكي أشكرك شخصيًا على كل ما قلته لي وأعلم أخيرًا أنك بدعواتي بكل صلاة
كُن بخير
تحياتي لكم جميعًا وأتمنى أن التدوينة مفيدة لكم ، حرصت كليًا أن انتقي الفوائد لكم
وبإمكانك حجز استشارتك أو جلستك التدريبية القادمة معي ولتحكي قصص نجاحك بنفسك
كونوا بخير أنتم أيضأ